انخراطا في الدينامية السياسية والتنظيمية التي يشهدها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وطنيا وجهويا وإقليميا ، عقدت الكتابة الجهوية لجهة الشرق اجتماعا عاديا ، عن بعد ، يوم الثلاثاء 2 مارس 2024 لمقاربة المستجدات السياسية والتنظيمية والتحضير للاستحقاقات المقبلة جهويا وإقليميا .
وبعد مناقشات مستفيضة ، جادة وهادفة بين الأخوات والإخوة للوضع السياسي والتنظيمي على المستويين الوطني والجهوي ، فإن الكتابة الجهوية ، وعيا منها بأهمية تحديات ورهانات المرحلة الراهنة والمستقبلية ، تسجل ما يلي :
على المستوى الوطني :
- تثمن مضامين البيان الصادر عن المكتب السياسي في اجتماعه الأخير ، سواء في الشق السياسي الوطني أو في ما يتعلق بالحياة التنظيمية الحزبية ؛
- تؤكد على أهمية المواقف التي أعلنها الحزب ، من موقعه في المعارضة ، كقوة سياسية تضع الإصلاح في صدارة أولوياتها من أجل خدمة الوطن وتطوير البناء الديموقراطي وتوفير شروط العدالة المجالية والاجتماعية ؛
- تحيي المبادرة الاتحادية لخلق جبهة وطنية والعمل المشترك مع حزب التقدم والاشتراكية لمواجهة الاختلالات المؤسساتية ، من أجل الدفاع على حقوق المعارضة ، وحماية التعددية والتوازن المؤسساتي ، وتحسين مناخ النقاش العمومي ؛
- تسجل أن الحاجة صارت أكثر إلحاحا لتشكيل جبهة وطنية وانبثاق حركة اجتماعية مواطنة ، لإبراز البديل عن الأوضاع الحالية ، ولإعادة التوازن المؤسساتي في مواجهة هيمنة الحكومة وأغلبيتها ، بما يضمن مشاركة الجميع في مسار البناء الديموقراطي والتنموي لبلادنا ؛
- تشيد بالخيارات الاستراتيجية والمبادرات الاجتماعية والاصلاحات الهيكلية والأوراش الكبرى التي يقودها جلالة الملك ، وتسجل أن هذا المشروع الملكي الضخم يعرقله عجز الحكومة عن التنزيل السليم ؛
- تشدد على أهمية عمل المعارضة البرلمانية وتوجهها نحو توفير الشروط الملائمة للتقدم بملتمس الرقابة على الحكومة لتعثر أدائها وضعف تدبيرها للأوراش الكبرى التي أطلقها جلالة الملك ، ودفاعا على القدرة الشرائية للفئات الهشة ومطالبها الملحة ؛
- تثمن تفاعل قيادة الحزب ، المؤسس سياسيا وقانونيا ، مع تقرير المجلس الأعلى للحسابات ، وتؤكد حرصها القوي على تعزيز عمل المؤسسات في نطاق صلاحياتها ، وتكريس التوازن والتكامل بين مختلف المؤسسات ، والارتقاء بأداء الأحزاب السياسية ، وتدعو إلى استكمال النصوص التشريعية وتدارك الفراغ القانوني المتعلق بتمويل الأحزاب السياسية ؛
- تشجب الحملة الإعلامية المضللة والمغرضة ضد الحزب ، وتشدد على أن سياسة حرف الأنظار عن القضايا الرئيسية خطيرة على تلك القضايا ، ولن يجني من يساهم في حرف الأنظار عن المشاكل أو القضايا الحقيقية ، من خلال افتعال أخرى زائفة ، أو غير ذات موضوع ، غير الخيبة والخسارة المحققة ، وتسجل أن هذا الأسلوب في تجاوز مشاكل الواقع لم يفلح في الماضي ، ولن يفلح في الحاضر والمستقبل بالتأكيد ؛
- تشدد على وضع حد لمختلف المحاولات التي تروم تبخيس دور الأحزاب أو التشويش على ملتمس الرقابة ، عبر إطلاق العنان للاتهامات الباطلة والتهييج الإعلامي وإلهاء الرأي العام ؛
- تعبر عن التفافها حول القيادة الحزبية لمواصلة النضال والدفاع عن مصلحة الوطن ، وتشيد باعتصام الاتحاديات والاتحاديين بحبل التآلف والالتحام ، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد ، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات ؛
- تسجل اعتزاز الاتحاديات والاتحاديين بحزبهم وبتدبير حزبهم لهاته المرحلة الخانقة. وتسجل اعتزازهم ، وسط هذه الضجة المفتعلة ، باللحمة التي تسكن المسام منهم ؛
- تثمن الدينامية التنظيمية للحزب ، وتؤكد انخراطها بكل جدية ومسؤولية لإنجاح فعاليات المؤتمرات واللقاءات المعلن عنها في بلاغ المكتب السياسي واعتبارها فرصة لبناء تصور مشترك يستجيب لتطلعات كل القطاعات بما يتماشى ومبادئ الحزب ومرجعياته ؛
على الصعيد الجهوي ؛
- تؤكد أن الزيارة الملكية لجهة الشرق في مارس 2003 شكلت تحولا تاريخيا لجهة الشرق وإعلانا لميلاد جديد لها ، وتؤكد أن الخطاب الملكي السامي ليوم 18 مارس 2003 بوجدة شكل نقطة تحول أساسية في مسار جهة الشرق ؛
- تطالب الحكومة بوضع تصور واضح لتحقيق الإقلاع التنموي المنشود بها باعتماد مبدأ العدالة المجالية في الميزانيات وفي وضع المشاريع والبرامج ؛
- تدعو إلى تنقية الجماعات الترابية من ” أشرار السياسة ” الذين يعتبرون الانتخابات وتشكيل المجالس فرصة ذهبية للريع والانتفاع من مناصب المسؤولية ؛
- تدعو إلى أن تشمل مسألة المحاسبة كل من ساهم في إفساد الانتخابات وإفساد المجالس الترابية بجهة الشرق ؛
- تسجل أن الرهان الذي يواجه جهة الشرق هو إعادة الاعتبار للمؤسسات المنتخبة محليا ، إقليميا وجهويا ، لكي تقوم هذه المؤسسات بدورها التنموي ، وليتصالح المواطنون والمواطنات مع الشأن المحلي لما يلعبه من دور حاسم في التنمية والتربية على المواطنة ؛
- تؤكد على استمرار الحزب في الدفاع عن مصالح المواطنين والمواطنات بالجهة من مختلف المواقع ، خصوصا قضايا الماء ، الصحة ، التعليم ، البيئة …وتعتبر الترافع المستمر للإجابة عن هذه الإشكالات واجبا ومسؤولية تعتز بتحملها ؛
- تتابع الكتابة الجهوية بقلق شديد الخروج عن المنهجية الديمقراطية في التداول بشأن مقرر الانضمام لمجموعة الجماعات الترابية “الشرق للتوزيع”، على مستوى مدينة فكيك ؛
- تنوه بالدينامية التنظيمية للحزب وتؤكد عزمها على استكمال الهياكل المجالية والقطاعية بمختلف أقاليم الجهات ؛
- تقرر انطلاق أشغال اللجن التحضيرية لعقد المؤتمرات الإقليمية بجهة الشرق بعد العيد مباشرة بدءا من عمالة وجدة وإقليم الناظور .
وفي الختام تدعو الكتابة الجهوية لجهة الشرق كافة الاتحاديات والاتحاديين إلى مزيد من التآلف والالتحام ورص الصفوف والوقوف جدارا سميكا وسدا منيعا أمام كافة الدسائس والمناورات والضربات التي تستهدف الحزب ومشروعه الديموقراطي الاجتماعي والحداثي .